رئيس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم  التأهل لكأس العالم 2026 حلمنا بعد إنجاز كأس الأمم

قال أحمد ولد يحيى رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن إنجاز التأهل لدور 16 بكأس الأمم الأفريقية في ساحل العاج هذا العام لم يكن وليد الصدفة، مشيرا إلى أن التأهل لكأس العالم 2026 هو طموح منتخب "المرابطين" في الفترة الحالية.

وبلغت موريتانيا أدوار خروج المغلوب في كأس الأمم لأول مرة في تاريخها بعد تحقيق أول فوز على الإطلاق في ثلاث مشاركات بالبطولة أمام الجزائر البطلة السابقة، وخرجت بشق الأنفس أمام الرأس الأخضر في أواخر يناير الماضي.

وأكد يحيى أنه يخطط للبناء على هذا الإنجاز بمواصلة الاعتماد على اللاعبين المحترفين في الخارج، كما فتح الباب أمام الاستثمارات العربية في الدوري المحلي، مثنيا على اتفاق التعاون مع الاتحاد السعودي.

وأوضح يحيى "الإنجاز الذي تحقق في ساحل العاج لم يكن ضربة حظ أو من قبيل الصدفة، بل ثمرة طبيعية لجهود كبيرة ويشكل منعرجا مهما في تاريخ الكرة الموريتانية، ما جعل منتخبنا يدخل ضمن الأسماء القوية في أفريقيا".

وأضاف "عند وصولي لرئاسة الاتحاد كانت الكرة الوطنية فعلا في حالة خمول شديد، لكنني كنت مؤمنا بأن الوضع قابل للتغيير نحو الأفضل بشرط أن نمتلك الإرادة والعزيمة، وبدأنا فورا عملية التغيير التي انطلقت من الاتحاد نفسه، حيث أعدنا بناء المؤسسة وتجهيزها وجلب طاقم بشري يتميز بالكفاءة والمهنية.

"ثم عملنا على تطوير المسابقات المحلية وبناء منتخب وطني على الفور لإيماننا الراسخ بأنه بدون المشاركة في المسابقات القارية والدولية لا يمكننا الارتقاء بالمنظومة الكروية إلى مستويات مرتفعة، ثم لجأنا إلى مدرب لديه خبرة قارية كافية لقيادة المشروع".

واستعانت موريتانيا بالمدرب الفرنسي أمير عبده المتمرس في أفريقيا، والذي قاد جزر القمر لإنجاز مماثل بالتأهل لكأس الأمم 2021 لأول مرة وبلوغ دور 16 على حساب غانا.

ونجح الاتحاد الموريتاني في تجديد عقد عبده حتى 2026 بعد تكهنات حول انتقاله لتدريب الجزائر، ليستمر في قيادة حلم التأهل لكأس العالم.

وتابع يحيى "تجديد التعاقد مع المدرب أمير عبده كان سهلا بسبب الرغبة المشتركة من الطرفين رغم وجود بعض التفاصيل، ليست لدي معلومات عما تلقاه من عروض لكنني أعرف أنه اقتنع بالاستمرار معنا".

وعن العقبات التي واجهت مرحلة البناء قال "كانت العقبات كثيرة، أولها العقوبة الدولية المفروضة على المنتخب، وعدم انتظام الدوري المحلي وهجرة الجماهير للملاعب بسبب الشعور العام بفقدان الأمل.

"تناقشت مع فريقي المعاون للتفكير في حلول فورية وأخرى طويلة الأمد لتجاوز هذه العقبات ونجحنا بشكل تدريجي ومتسارع، ويمكن مقارنة النتائج الحالية بفترات سابقة، كما نحظى بدعم الدولة والجماهير بعد النتيجة المشرفة في ساحل العاج رغم صعوبة مجموعتنا".

وكان أول ظهور لموريتانيا في كأس الأمم في 2019 ولم تقترب أبدا من التأهل لكأس العالم أو الأولمبياد.

وواصل يحيى "عملنا على رفع الإيقاف أولا، ومن هنا بدأنا المشوار وركزنا على وضع الفريق في أفضل الظروف من حيث مستلزمات التدريب والمعسكرات والمكافآت المالية".

* مغتربون وليسوا مجنسين

استند منتخب موريتانيا، المصنف 106 عالميا، في كأس الأمم الأخيرة على العديد من اللاعبين المحترفين في دول أوروبية أو عربية لبناء تشكيلة قوية، ويتطلع للاستمرار على هذا النهج لمواصلة التطور.

وقال يحيى "بحثنا عن اللاعبين المغتربين في الخارج ونجحنا في إقناع الكثيرين بمشروعنا، لا يوجد أي لاعب مجنس في منتخبنا ولا ننتهج سياسة التجنيس، بل نعتمد على لاعبين موريتانيين مغتربين كما تفعل السنغال والجزائر ومالي وغيرها.

"يتميز المجتمع الموريتاني بتنوع عرقي وهذا مصدر ثراء لنا، التنوع إيجابي لذا ترون الأسماء العربية بمنتخبنا بجانب الأسماء الأفريقية من عائلات وطنية عريقة في بلادنا".

وارتفع سقف الطموح في موريتانيا الآن، وبات التأهل لكأس العالم حلما واقعيا بعد زيادة عدد المنتخبات الأفريقية في البطولة إلى تسعة منتخبات بدلا من خمسة، مع وجود فرصة لتأهل منتخب عاشر عبر الملحق الدولي.

وأضاف يحيى "رأينا الإشادة من وسائل الإعلام الدولية للكرة الموريتانية بعد كأس الأمم الأخيرة، ونعتبر هذا النجاح مجرد محطة من محطات قطار الكرة الموريتانية الذي انطلق بالفعل ولن يتوقف بإذن الله.

"التأهل لكأس العالم في الحسبان بالتأكيد، ما زال حلمنا الكبير الذي نسعى خلفه، ومن حيث المبدأ نحن لا نشارك في أي منافسة إلا بهدف التأهل، لذلك لا يزال طموحنا التأهل لنهائيات 2026، وسنبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق ذلك حتى آخر لحظة في التصفيات".

وجمعت موريتانيا نقطة من أول مباراتين بتصفيات كأس العالم، حيث خسرت أمام الكونغو الديمقراطية وتعادلت مع جنوب السودان، وتستعد لمواجهة السودان والسنغال في يونيو حزيران المقبل.

* التعاون مع السعودية

استعانت موريتانيا بالمدرب السعودي يوسف الغدير لقيادة منتخب تحت 17 عاما في خطوة أخرى نحو التطوير ضمن إطار تعاون بين البلدين العربيين.

وأوضح يحيى "جاء التعاقد مع الغدير ضمن اتفاق مشترك مع الأشقاء في الاتحاد السعودي، ووجود هذا الطاقم السعودي بمنتخب الناشئين مجرد وجه من أوجه التعاون الذي نتطلع لتعزيزه أكثر في المستقبل".

وأردف "نرحب بأي استثمار في الأندية الوطنية التي شهدت تحسنا في السنوات القليلة الماضية، لم نتلق عروضا للاستثمار الأجنبي في أنديتنا ونحن منفتحون على أي مبادرة لرفع قيمة ومستوى الكرة الموريتانية من أي مصدر.

"خطط تطوير الدوري الوطني مستمرة وتتحسن كل موسم بالفعل، والدليل على ذلك وصول فريق نواذيبو هذا الموسم إلى دور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا لأول مرة في تاريخ البلاد".

إضافة تعليق جديد

أربعاء, 13/03/2024 - 17:58