الغاز الطبيعي في موريتانيا بين : الآفاق والتطلعات

● عبر التاريخ كانت الثروات الطبيعية مفتاحًا لتحولات كبرى تصنع الفارق بين الأمم السائرة نحو الإزدهار وتلك التي تعيش على هامش الحلم .. واليوم تقف موريتانيا عند أعتاب مرحلة جديدة حيث بات الغاز الطبيعي المكتشف في أعماق الأطلسي أشبه بشمس تشرق على مستقبل إقتصادي واعد يضع البلاد في مصاف الدول المنتجة للطاقة .

 

♧ الأرقام تتحدث :- مكامن الغاز وآفاق الإنتاج ...

 

● تشير التقديرات إلى أن الحقول البحرية المشتركة بين موريتانيا والسنغال وعلى رأسها حقل (السلحفاة▪︎آحميم) (GTA) تحتوي على إحتياطيات تقدر بحوالي (15) تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي .. ومع بدء الإنتاج المتوقع في (2024▪︎2025) ستدخل موريتانيا نادي الدول المصدّرة للغاز بقدرة إنتاج أولية تناهز (2.5) مليون طن سنويًا على أن تتضاعف لاحقًا مع توسع الإستثمارات في المرحلة الثانية .

 

♤ التطلعات :- هل يصبح الغاز قاطرة التنمية ؟؟؟

 

◇ إذا أحسنّا إستثمار هذا المورد الإستراتيجي فإن إنعكاساته ستتجلى في عدة مسارات أبرزها :-

 

1. تعزيز الإقتصاد الوطني :- زيادة عائدات الدولة مما يتيح فرصًا أوسع للإستثمار في البنية التحتية والتعليم والصحة .

 

2. توفير فرص العمل :- عبر تطوير الصناعات المرتبطة بالغاز من محطات التسييل إلى الخدمات المساندة ماسيخلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة .

 

3. تحوّل الطاقة :- تقليل الإعتماد على المحروقات المستوردة وتطوير قطاع الطاقة النظيفة بإستخدام الغاز كمصدر إنتقالي .

 

4. شراكات إستراتيجية :- إستقطاب الإستثمارات الأجنبية وتعزيز مكانة موريتانيا كلاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمية .

 

♤ التحديات :- بين الإدارة الرشيدة والواقع السياسي ...

 

● رغم هذه الفرص فإن التحول إلى إقتصاد قائم على الغاز يتطلب رؤية إستراتيجية واضحة تضمن إدارة عادلة للثروة وتُحَوِّل العائدات إلى تنمية حقيقية بدل أن تتحول إلى لعنة الموارد كما شهدته دول عديدة ...

 

♧ خاتمة :- هل سنكتب قصة نجاح موريتانية ؟؟؟

 

● المستقبل لايُنتظر بل يُصنع .. وموريتانيا اليوم أمام منعطف تاريخي حيث يمكن للغاز الطبيعي أن يكون نقطة إنطلاق نحو نهضة إقتصادية إذا توافرت الإرادة السياسية والرؤية الإقتصادية الحكيمة .. فإذا أحسنا إستغلال هذه الثروة فقد نكون أمام تحول إقتصادي يجعل من موريتانيا قصة نجاح إفريقية لامجرد دولة أخرى على قائمة الدول الغنية بالموارد الفقيرة بالتنمية .

 

☆ ويبقى السؤال الأهم :- هل نحن مستعدون لكتابة هذا الفصل الجديد من تاريخ الوطن ؟؟؟

 

✍️ بقلم :- المستشار البلدي أحمدو ولد ممون – مدينة تجكجة