ولد العالم والولي الصالح رحمه الله الشيخ سيدي عبدو الله ولد الحاج ابراهيم العلوي الشنقيطي في منتصف القرن الثاني عشر للهجري، بمدينة تجكجه الاصيلة بلد العلم والكرم والصلاح بمنطقة تكانت بموريتانيا، فاعتنى به والده من صغره حتى حفظ القرآن وهو في بداية عمره كعادة أهل تلك البلاد. ولما بلغ مبلغ الرجال تهيأ لطلب العلم وبدأ رحلته الميمونة متوجها الى علماء بلده، فأخذ عن الشيخ المخطار بن بون الجكني، والشيخ سيدى عبد الله الفاضل اليعقوبي، والحاج أحمد خليفة العلوي، وغيرهم من جلة علماء قطره، وبعد تحصيله ما عند هؤلاء توجه إلى فاس ومراكش بالمغرب وأقام بهما تسع سنين يأخذ عن علمائهما ويأخذون عنه، ثم توجه إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج فمر بمصر واجتمع بعلماء القاهرة. واستفاد منهم واستفادوا منه، واجتمع بأمير مصر حينذاك محمد عالي باشا فأكرمه، وأهداه فرسا من عتاق خيل مصر. ثم توجه إلى بمكة المكرمة ضمن الوفد الذي بعثه سلطان المغرب في ذلك الوقت سيدى مولاي محمد بن عبد الله، فأتيحت له الفرصة بذلك للقاء مع اكابر العلماء بمكة والمدينة. ثم رجع إلى المغرب بعد أداء فريضة الحج، فأكرمه سلطانه وأهداه خزانة كتب نادرة رجع بها إلى وطنه ومسقط رأسه، وجلس برباطه يعلم الناس، ويؤلف الكتب حتى طار ذكره وذاع صيته واشتهر علمه في الآفاق لم يكن في عصره مثله علما وفهما. مكث في طلب العلم أربعين سنة يأخذ عمن وجد عنده زيادة حتى انتهى إلى الغاية المرجوة، وأحرز الأمنية المبتغاة. وعاد من سفره الى بلاده موفقا في مهمته العظيمة هذه لينتفع منه عشيرته والناس جميعا من علمه الكثير واستقر في مدينة تجكجة التي تربا فيها أثناء صغره وأنشأ محظرة هنا لتدريس القرآن الكريم والشريعة الإسلامية وتوافدت عليه الطلاب العلم من داخل البلاد وخارجها حتى تخرج منها الكثير من العلماء رغم ماتعرض له من مكائد الحساد الذين كانوا يتربصون به من كل جانب إلا أنه وبفضل لله استطاع أن ينتصر عليهم جميعا بعلمه وورعه وصلاحه حتى أن توفي في منطقة الغبة أم البلاد شرقي مدينة تجكجه وبوفاته تكون موريتانيا قد خسرت عالما عظيما لم ترى البلاد مثله ابدا
رحم الله العلامة والولي الصالح سيدي عبدو الله ولد الحاج ابراهيم العلوي الشنقيطي
إضافة تعليق جديد