للبحث عن ناجين في مناطق الكوارث.. تطوير "روبوت طائر" مستوحى من الحشرات

طور باحثون من جامعة ”بريستول“ البريطانية، روبوتا طائرا مستوحى من الحشرات بلا محركات، لكنه يحمل أجنحة تعمل بفضل نظام عضلي اصطناعي جديد يقوم على الدفع المباشر.

ووفق ما نشر في مجلة ”Science Robotics“ المتخصصة، فإن الروبوت الجديد يمكن أن يمهد الطريق لروبوتات طيران ذات حجم صغير وخفيفة الوزن وأكثر فاعلية، للرصد البيئي والبحث في البيئات الخطرة.

 

وأشارت المجلة إلى أن ”النموذج الأولي للروبوت الطائر LAZA يزن حوالي 5 جرامات، ويبلغ طول جناحيه 15 سم، ويمكنه الطيران بسرعة 1.6 ميل في الساعة“.

ومن المتوقع أن ”يتمكن الروبوت من البحث عن ناجين في مناطق الكوارث مثل المباني المنهارة، ومراقبة البنية التحتية التي يصعب الوصول إليها وتلقيح المحاصيل“.

وأوضح الباحثون في كلية الهندسة في جامعة بريستول، أن ”أجنحة الروبوت فعالة للغاية لدرجة أنها توفر بالفعل قوة أكبر من عضلة حشرة من نفس الوزن“.

وأكد مطورو الروبوت، أن ”حركة الجناح لا تعمل عن طريق تروس أو أجزاء دوارة، بينما يبسط النظام الجديد آلية الخفقان إلى حد كبير، ما يتيح التصغير المستقبلي للروبوتات ذات الأجنحة وصولا إلى حجم الحشرات“.

وقال الدكتور تيم هيلبس، قائد فريق التصميم، إن ”الروبوت الطائر الجديد يأتي بأداء أفضل وتصميم أبسط“.

وأضاف هيلبس: ”سيكون ذلك مفتاحا لفئة جديدة من الروبوتات الطائرة صغيرة الحجم وبتكلفة منخفضة للتطبيقات المستقبلية، مثل الفحص المستقل لتوربينات الرياح البحرية“.

من جهته، أوضح جوناثان روسيتر، أستاذ الروبوتات في جامعة بريستول: ”يمثل صنع روبوتات صغيرة ذات أجنحة وأداء أفضل، تحديا كبيرا“.

وقال روسيتر: ”يعد LAZA خطوة مهمة نحو الروبوتات الطائرة المستقلة التي يمكن أن تكون بحجم الحشرات وتؤدي مهام صعبة“.

وحسب فريق الباحثين، يمكن أيضا لروبوت LAZA القيام برفرفة ثابتة على مدار أكثر من مليون دورة، وهو أمر مهم لصنع روبوتات من الحجم نفسه، يمكنها القيام برحلات طويلة المدى.

وتستخدم الروبوتات الصغيرة الطائرة في الوقت الحالي، المحركات والتروس وأنظمة النقل المعقدة الأخرى لتحقيق حركة الأجنحة لأعلى ولأسفل، لكنها تشكل تعقيدا ووزنا وتأثيرات ديناميكية غير مرغوب فيها.

 

يشار إلى أن فريق مهندسين من جامعة ستانفورد الأمريكية العريقة أعلنوا في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أنهم طوروا مشابك آلية يمكن ربطها بالطائرات المسيّرة لتحويلها إلى طيور آلية قادرة على الإمساك بالأشياء أو الركون على أسطح مختلفة.

ومن شأن هذه القدرات الجديدة، أن تتيح للروبوتات الطائرة توفير استهلاك بطارياتها بدلا من الاضطرار إلى الوقوف دون حراك، على سبيل المثال أثناء عمليات البحث عن ناجين، أو مساعدة علماء الأحياء على أخذ عينات بسهولة أكبر في الغابات، حسب ما أوردت ”فرانس برس“.

وقال ديفد لنتينك المشارك في إعداد المقالة التي نشرتها مجلة ”ساينس روبوتيكس“ بشأن هذا الابتكار، ”نريد أن نكون قادرين على الهبوط في أي مكان، ولهذا فإن ذلك مثير للحماسة من وجهة نظر الهندسة والروبوتات“.

إضافة تعليق جديد

جمعة, 04/02/2022 - 19:41