وانت تتأمل ما بين السطور في خطاب اعلان ترشح فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ،لرئاسيات 2019 ، تلمس بجلاء رسوخ قيم العدل والانصاف في تربية وسلوك الرجل منذ الوهلة الأولى ، على النقيض من نظرية الاقصاء والتخوين والشعور بالانا ، التي كانت طاغية من قبل ….
” أما انا فلا يمكنني ان أقول ان كل من حكم البلاد كان مخطئا بالمطلق فلو كان الامر كذلك ما كان لنا وطن يملك مقومات الدولة ، وبالمنطق نفسه لا أقول انه كان مصيبا بالمطلق اذ لو كان الامر كذلك ما كان لنا ان نلحظ مكامن الخلل ومواطن النقص التي هي في الواقع صفة ملازمة للعمل البشري ، لكنني افترض فيهم جميعا حسن النية والوطنية (…..) ما يجب الاعتراف به هو ان كل واحد منهم وضع لبنة ما بحجم ما لتشييد هذ الصرح الذي لا ينتهي العمل فيه…”
وانت تتابع مسار حكمه طيلة السنوات الثلاث المنصرمة – رغم ما واكبها من وضع عالمي متأزم بسبب وباء كوفيد 19 ، والحرب في اكرانيا – لسوف تتوقف حتما عند مشهد احتضان كافة مكونات الطيف السياسي ضمن اجماع قوي افضي إلى مناخ من التهدئة وإعادة الاعتبار لشخصيات وطنية كانت مقصية إلى عهد قريب، بدءا بالرؤساء السابقين مرورا ببعض رجال الاعمال والسياسيين والاعلاميين ، وصولا إلى انصاف كثير من المظلومين في مستويات مختلفة ،يضيق المجال عن حصرها ….
أما فيما يتعلق بتقوية المؤسسات فقد تم إعطاء نوع من الاستقلالية للوزراء في تسير قطاعاتهم الحكومية بمنحهم كافة الصلاحيات والإمكانيات المناسبة، هذا فضلا عن تدشين العديد من المقرات المؤسسية والمشاريع التنموية الهامة ..
.
وفي البعد الاجتماعي أسس الرئيس بعد أشهر من وصوله للسلطة مندوبية “تآزر” بموجب مرسوم صادر يوم 29/11/2019 توكل إلى هذه المندوبية تحقيق مهام الحماية الاجتماعية واستئصال كافة أشكال التفاوت وتعزيز الانسجام الوطني وتنسيق كافة التدخلات في المناطق المستهدفة ،وتمكنت من تشييد مئات المدارس والسدود وبعض المنشآت الخدمية ، لعل أهمها تمكين مائة الف مواطن ضعيف من الولوج للتأمين الصحي المجاني …
ولا نقول بان الصورة كانت وردية بالمطلق ، انما بقي الكثير من النواقص والاختلالات يتعين العمل على تصحيحها .
ان الانصاف وحتى يكون له معنى، يتعين ان يشمل الإدارة العادلة والمنصفة لجميع المؤسسات التي تخدم الجمهور وكذا التوزيع المنصف للخدمات العامة ، وردع المقصرين في تسيير الشؤون العامة ، وعدم تشجيعهم بإعادة التعيين والتدوير …
إن شعور كل مواطن بالعدل والمساوات يحفزه على العمل وخدمة المجتمع لأنه يعلم في داخله انه سيحصل على حقه المتأتي من عمله بإنصاف ..
ان بلادنا مقبلة خلال العام المقبل 2023 على الاستفادة من تصدير موارد معتبرة من عائدات الغاز ، فضلا عن ما حباها الله به من معادن الحديد والذهب وغيرها .. و كثير من يتربص بها الدوائر .وهي بحاجة اكثر مما مضى إلى الانسجام الداخلي ووحدة الصف، وتحقيق العدالة الاجتماعية ، وهي بحاجة كذلك الى رجل يتحصن بالإنصاف فكرا و مرجعية و إلى حزب سياسي متماسك متشبث بقيم العدل والانصاف سلوكا وعملا.
بقلم الاعلامي العربي ولد العربي
إضافة تعليق جديد