قيادة الإتحاد الإفريقي: مهمة صعبة أمام ولد الغزواني في ظل أزمات سياسية واقتصادية وتصاعد العنف..بحسب الخبير ولد الحضرامي

 تسلم الرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني قبل أيام  الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، ليكون بذلك ثالث رئيس موريتاني يتولى هذا المنصب، الذي كان محل حفاوة وإشادة من طرف الحكومة والحزب الحاكم في بلادنا.

ويتولّى ولد الشيخ الغزواني رئاسة الاتحاد في ظل أزمات سياسية وحروب كارثية تشهدها القارة الأفريقية، خاصة مالي وبوركينا فاسو والنيجر بدول الساحل، التي ما إن تخرج من أزمة حتى تدخل في أخرى، وهو ما يجعل الرئيس الجمهورية أمام تحدّيات كبيرة لحل تلك الأزمات أو التوسّط فيها.

وعقدت القمة الأفريقية على مدى يومين وسط غياب ست دول من الأعضاء البالغ عددهم 55 عن القمة، وهي النيجر ومالي وبوركينا فاسو والغابون وغينيا والسودان، فقد عُلّقت عضويتهم بسبب الانقلابات العسكرية والأزمات السياسية.

ويرى أحد خبراء أن مهمّة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ليست سهلة في قارة مضطربة تتخبط في أزمات سياسية واقتصادية تفاقمت مع اجتياح موجة عدوى الانقلابات العسكرية التي اشتاحت القارة في السنوات الأخيرة.

وبعد تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقي، قال ولد الشيخ الغزواني إنه سيتحمل المسؤولية في إطار التشاور الدائم والتنسيق الوثيق مع بقية قادة القارة الأفريقية؛ كما أكد ضرورة العمل على التأسيس لأمن جماعي للقارة السمراء من خلال تطوير الهيكل الأفريقي للأمن والسلام وآليات الدعم المتعددة التابعة له.

أضاف "أفريقيا التي نريدها هي تلك التي تتكفل بشؤونها وتعمل على حل نزاعاتها بنفسها، لا تنتظر حلولا جاهزة تأتيها، بل تنجز الحلول عبر الحوار والتنسيق والإبداع، وهي الحلول التي تناسب ما تواجهه من تحديات"

أمام ولد الشيخ الغزواني سنة، وهي مدة المهمة، حيث سيعود إلى  أديس أبابا العام المقبل 2025 لتقديم حصيلة الإنجازات التي قام بها خلال رئاسته للاتحاد، وهي المهمة التي تعدها الحكومة بمنزلة انتصار دبلوماسي.

 

ويرى الصحفي المتخصص في الشؤون الإفريقية سيدين ولد الحضرامي أن تولي ولد الشيخ الغزواني رئاسة الاتحاد الأفريقي بإجماع من دول شمال أفريقيا وبدعم من دول شرق أفريقيا في حد ذاته نجاح دبلوماسية  الموريتانية.

وقال ولد الحضرامي إن كون الرئيس الموريتاني شخصية توافقية سيساعده على أن يلعب دورا كبيرا في الاتحاد والتوسط في الدول المعلقة عضويتها بسبب الانقلابات.

وأشار الخبير ولد الحضرامي أن تولي ولد الشيخ العزواني رئاسة الاتحاد الأفريقي قد يعزز دور موريتانيا على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث من الممكن أن يساهم في زيادة تأثيرها والتأكيد على وجود البلد في الأنشطة الدبلوماسية والسياسية الإقليمية والدولية، 

وأكد الخبير أن ولد الشيخ الغزواني أمامه تحديات كبيرة ومشكلات مطروحة على طاولة الاتحاد، من بينها عودة الانقلابات العسكرية إلى القارة وما خلفّته تلك الانقلابات من أزمات سياسية وتصاعد وتيرة العنف المسلح خاصة في منطقة الساحل، إضافة إلى ملف الهجرة.

 

ويتزامن تولي ولد الشيخ الغزواني رئاسة الاتحاد مع فترة صعبة اقتصاديا تعيشها القارة الأفريقية، حيث تُواجه دول عدة تحديات تعوق تحقيق النمو الاقتصادي المستدام وارتفاع معدلات الفقر.

ولم تغب هذه الملفات عن الرئيس الموريتاني في خطاب توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، حيث قال إن القارة تؤوي أكثر من 50% من نسبة الفقر المدقع في العالم، مبرزا أن ما يربو على 600 مليون أفريقي لا نفاذ لهم للكهرباء في القرن الواحد والعشرين.

ولفت إلى أن أفريقيا تعيش مفارقة تتجسد في التباين الهائل بين إمكاناتها الضخمة من حيث المصادر البشرية الشابة والموقع الاستراتيجي المتميز والموارد الطبيعية الهائلة التي تؤهلها لأن تكون واحة أمن وسلام وازدهار، وبين واقعها الفعلي المطبوع غالبا بالفقر والهشاشة.

 

إضافة تعليق جديد

ثلاثاء, 20/02/2024 - 09:53