![صورة أمادو هادي تال أحد زعماء الطريقة التيجانية](https://journalkiffa.com/sites/default/files/styles/large/public/Thierno-Amadou-Hady-Tall-.jpg?itok=Lo1uZHPf)
تواجه مالي تصعيدا مثيرا للقلق في أعمال العنف الجهادي، التي تستهدف الآن شخصيات دينية مؤثرة. في مقطع صوتي مدته 22 دقيقة و45 ثانية تم بثه مؤخرًا، أعلن أمادو كوفا، زعيم "الكتيبة "ماسينا، عن وفاة أمادو هادي تال، أحد الشخصيات البارزة في الطريقة الصوفية التيجانية. والأخير، الذي اختطف قبل أيام، قُتل في ظروف غير معروفة.
أمادو هادي التل: أحد أعمدة التيجانية ورمز السلام
أمادو هادي تال، زعيم ديني بارز يحظى بالاحترام في مالي و السنغال و وبعض الدول الأفريقية جسد قيم السلام والتسامح والروحانية. باعتباره شخصية مركزية في التيجانية، لعب دورًا أساسيًا في تماسك المجتمعات المحلية.
يمثل اغتياله خسارة لا تقدر بثمن للأشخاص الذين كان يرشدهم روحياً. ومن خلال استهدافها، يسعى الجهاديون إلى إضعاف رموز الاستقرار والحوار في منطقة أضعفتها الصراعات المتكررة.
ورغم إعلان أمادو كوفا عن وفاته، إلا أن ظروف وفاته لا تزال غير واضحة، ولم تؤكد السلطات المالية هذه المعلومة بعد.
لماذا يتهم الجهاديون الزعماء الدينيين؟
يبرر الجهاديون، من خلال مجموعات مثل كتيبة ماسينا، هجماتهم ضد الزعماء الدينيين لعدة أسباب:
1. خلافات عقائدية عميقة:
• تلتزم الجماعات الجهادية بتفسير حرفي صارم للإسلام. وهم ينظرون إلى ممارسات الطرق الصوفية، مثل التيجانية، على أنها بدعة تتعارض مع الإسلام النقي.
• إن تبجيل القديسين والحج إلى المقابر والممارسات الصوفية مُدانة بشكل خاص.
2. دعم المجلس العسكري:
• أعرب العديد من الزعماء الدينيين ذوي النفوذ علناً عن دعمهم للمجلس العسكري في مالي. وينظر الجهاديون إلى هذا الدعم باعتباره خيانة للمبادئ الإسلامية وتحالفًا مع نظام يعتبرونه مرتدًا وغير شرعي.
• ومن خلال مهاجمة هذه الشخصيات، يسعى الجهاديون أيضًا إلى إرسال رسالة قوية إلى المجلس العسكري، تندد فيها بعدم قدرته على حماية حلفائه والحفاظ على النظام.
3. التنافس على النفوذ:
• يمثل الزعماء الدينيون، الذين يحترمهم ويتبعهم الملايين الأشخاص، عقبة رئيسية أمام إنشاء السلطة الجهادية. تهدف اتهامات الى التواطؤ مع المجلس العسكري و إلى نزع الشرعية عن نفوذهم بين المجتمعات.
4.استراتيجية الإرهاب:
• من خلال استهداف الشخصيات الدينية، يسعى الجهاديون إلى تخويف السكان المحليين وزرع الخوف لتعزيز هيمنتهم.
الاختطاف والاغتيال: نداء استيقاظ للمجلس العسكري
ويوضح الاختطاف الذي أعقبه اغتيال أمادو هادي تال فقدان المجلس العسكري التام للسيطرة على الأمن القومي. وعلى الرغم من تصريحاتها المتكررة بالحزم، فإن السلطات الانتقالية تكافح من أجل وقف نفوذ الجماعات الجهادية، التي تمتد عملياتها الآن إلى مناطق كانت تعتبر آمنة في السابق.
يسلط هذا الحدث الضوء أيضًا على:
• عدم قدرة المجلس العسكري على حماية الشخصيات الدينية المؤثرة، التي تلعب دوراً رئيسياً في التماسك الاجتماعي والوساطة في النزاعات.
• إضعاف الدولة، وعدم قدرتها على ضمان أمن جميع الماليين، حتى في المناطق التي تدعي أنها تمارس فيها سلطتها.
• غياب استراتيجية واضحة لمحاربة الجهاديين، على الرغم من اتفاقيات التعاون العسكري مع شركاء أجانب مثل روسيا.
إضافة تعليق جديد