يلاحظ في الآونة الأخيرة سواءا كنت في مدينة كيفه او في إحدى مقاطعات ولاية لعصابه. او في مدينة أخرى من البلاد تكاثر ظاهرة ما يسمى ب " الملتقيات والورشات وما إن يمر يوم او يومين حتى يشاهد سكان المدن التي ستقام فيها هذه الأنشطة سيارات فاخرة تتحرك هنا وهناك وكأن أمرا عظيما سيحدث ويغير واقع تردي خدمات التعليم والصحة والكهرباء والمياه.
تكاليف التي تصرف في هذه الملتقيات والورشات والتي تصل الى الملايين من الأوقية الموريتانية لا يستفيد منها سوى القائمين عليها والمشاركين فيها وأصحاب الفنادق. اما المواطن المسكين فإنه لا يرى من هذه الملتقيات والورشات أي فائدة تذكر على أرض الواقع،
و إن آخر عبث هذه الأنشطة الهزلية في ولاية لعصابه كان النشاط الذي حدث قبل يومين في مدينة كرو. وأطلقت عليه حينها وزارة التنمية الحيوانية الراعية لهذا الحدث الذي حمل "شعار" الأيام التفكيرية حول الاكتفاء" الذاتي في مجال التغذية الحيوانية، وشاركت فيه الرابطة الوطنية للمنمين. وبعض المصالح الحكومية، والذي اقتصر برنامجه على يومين بدل ثلاث،
سكان مدينة كرو عندما شاهدو تحرك اصحاب هذا النشاط استبشرو كثيرا بأن مشكلة الكهرباء والمياه ستحل في مدينتهم، إلا أن الأمر تحول في نهاية المطاف كما هو معتاد إلى صربات يحتسبها الظمئان ماء،
فاشعار الذي حمل اسم الورشة لم يحدث منه شيء فالحيوانات لم تتغذى والإنسان العطشان بسبب انقطاعات شركة المياه في كرو لم يشرب حتى،
نشاط كرو الأخير لهو مثالا على فشل هذا انوع من الأنشطة التي يجب منعها ووضع آليات لمحاربتها كونها ليست فيها أية مصلحة عامة. وليس من الحكمة ان تصرف الملايين في ورشة او ملتقى بلا فائدة على الشعب في الوقت الذي لو تم توجيه هذه الأموال إلى مصالح خدمية لكان في ذلك خيرا وأحسن.
الأسئلة التي تطرح نفسها؟
اين هي محكمة الحسابات مما يحدث؟
وأين الجهات الرقابة على الأموال العامة؟
وهل أصبحت محاربة الفساد مجرد شعار؟
وهل باتت الملتقيات والورشات وسيلة للاحتيال على الأموال العامة؟
وهل من الحكمة ان تصرف أموال لا فائدة من وراءها؟
.jpg)
إضافة تعليق جديد