ما زال التساؤل حول الطرف الذي سيكون في الصف الأول في مواجهة التطرف في منطقة الساحل الأفريقي، يتردد بالحاح، مع بدء الانسحاب الفرنسي، وإنهاء عملية ”برخان“ العسكرية.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيقة ”جون أفريك“، اليوم الخميس، تتعدد الفرضيات بين استبدال عملية ”برخان“ بعملية ”تاكوبا“ الأوروبية التي تتيح إمكانية التدخل للأمريكيين، وبين إقحام دول الساحل الخمس، أو حتى بعض المرتزقة الروس من مجموعة ”فاغنر“ مع بدء الانسحاب الفرنسي، وتقليص عدد الجنود الفرنسيين إلى نحو 2500 عنصر.
ويستحضر التقرير تصريح وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، التي قالت في 20 سبتمبر / أيلول الجاري، إن ”فرنسا لن تغادر مالي“، بعد اجتماعها في باماكو مع نظيرها المالي، ساديو كامارا، مشيرًا إلى الجولة التي قامت بها الوزيرة الفرنسية في منطقة الساحل، والتي قادتها أيضًا إلى النيجر، البلد الذي قد يصبح حجر الزاوية للإستراتيجية العسكرية الفرنسية في المنطقة، عندما تكون إعادة الانتشار التكتيكي لعملية ”برخان“ فعالة تمامًا، وفق التقرير.
ويقول التقرير إنه ”بينما تتدفق المعلومات حول تفاصيل العمليات الحالية، بدأ الانسحاب الجزئي الفرنسي بالفعل، حيث تتعهد باريس بالبقاء حاضرة- ولكن بعدد أقل من الجنود- ومواصلة إستراتيجيتها المتمثلة في الضربات الموجهة ضد قادة الجماعات المتشددة، كما كان الحال مع تصفية أبو وليد الصحراوي، القيادي في تنظيم داعش في الصحراء الكبرى“، مشيرًا إلى ما طرحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حين أكد أن ”برخان“ سيبقى العمود الفقري للجهاز المستقبلي في المنطقة.
وبحسب التقرير، فإن إعادة التوجيه الإستراتيجي هذه، تثير القلق، لدرجة أن بعض المعلقين لا يترددون في مقارنة الوضع في منطقة الساحل الأفريقي بالكارثة التي عانت منها الولايات المتحدة في أفغانستان، حيث عادت حركة طالبان إلى السلطة.
ويضيف التقرير، أنه بينما يحزم الجنود الفرنسيون أمتعتهم، انتشرت أخبار المفاوضات بين الحكومة المالية وشركة ”فاغنر“ الروسية، وأثار احتمال وصول المرتزقة الروس الموجودين بالفعل في جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا، احتجاجات في باريس وبروكسل.
ويعتبر التقرير، أن الاحتمالات تبقى مفتوحة مع استمرار التساؤلات حول من بالضبط سيبقى على الأرض بحلول عام 2022، وما مدى قوة جيوش مالي، وبوركينا فاسو، ونيجيريا، وكم عدد التقسيمات التي يمكن أن تعتمد عليها منطقة الساحل فيما يسمى بمنطقة ”الحدود الثلاثة“، وعلى نطاق أوسع في منطقة ليبتاكو، حيث كان من المقرر أن تتولى القوات المسلحة المالية وفرقة العمل الأوروبية تاكوبا، السيطرة على العمليات خلال النصف الأول من عام 2021.
وتساءلت المجلة الفرنسية: ”ماذا عن الدعم الأمريكي من حيث الإمدادات والنقل والتدريب والاستخبارات التي لا تزال ملامحها غير واضحة؟.. ومن يمكن أن يحل محل سلاح الجو لعملية (برخان) بعد تقليص حجمها؟“
إضافة تعليق جديد