من المقرر أن ينطلق أكبر تلسكوب فضائي تم تصميمه على الإطلاق، إلى المدار في الساعات المقبلة من اليوم السبت، ليشكل أحد أكبر المساعي العلمية في القرن الحادي والعشرين.
سيرصد التلسكوب الضوء الصادر من النجوم الرائدة التي اشتعلت قبل أكثر من 13.5 مليار سنة،
وستتم عملية إطلاق تلسكوب ”جيمس ويب“ الفضائي، الذي كلف 10 مليارات دولار، واستغرق تصميمه وبناؤه 30 عاما، من على صاروخ أريان أوروبي من غيانا الفرنسية.
وسيكون هدف ”ويب (Webb)“، محاولة تصوير النجوم والمجرات الأولى التي تتألق في الكون.
إضافة إلى ”فحص الأغلفة الجوية للكواكب البعيدة للبحث عن الغازات التي قد تشير إلى وجود الحياة“.
وبحسب التقرير، فإن التلسكوب يعرض التوقعات العالية، كما يعرض القلق والمخاوف المحيطة بهذا الاختراق العلمي؛ ”فهو حتى يصل إلى مداره يجب أن يجتاز بنجاح رحلة صعود مدتها 27 دقيقة يتم فيها حبس الأنفاس خشية الانفجار“.
ونقل عن مدير وكالة الفضاء الأمريكية بيل نيلسون، قوله إن ”تلسكوب ويب مهمة غير عادية، إنه مثال ساطع لما يمكننا تحقيقه عندما نحلم بتحقيق حلم كبير“.
وأضاف نيلسون: ”لقد عرفنا دائما أن هذا المشروع سيكون مسعى محفوفا بالمخاطر، ولكن عندما تريد مكافأة كبيرة، عليك عادة أن تخاطر بشكل كبير“.
تمت تسمية تلسكوب ”جيمس ويب“ على اسم أحد مهندسي برنامج ”أبولو مون“، وتعتبره وكالات الفضاء في الولايات المتحدة وأوروبا وكندا، وجميعهم شركاء في المشروع، رائدا علميا فائق الأهمية.
وتتمثل مهمة ويب في البناء على اكتشافات تلسكوب هابل الفضائي، الذي يقترب من نهاية العمليات بعد 31 عاما في المدار.
وستكون مهمته الأساسية إجراء عملية تفحص بشكل أعمق في الكون، ونتيجة لذلك، سيعود بالزمن عميقا جدا.
وفي صميم قدرات ”ويب“ مرآته الذهبية التي يبلغ عرضها 6.5 متر.
وقال التقرير إن ”هذا السطح العاكس الرائع، المتحالف مع أربع أدوات فائقة الحساسية، يفترض أن يمكن ”ويب“ من اكتشاف الضوء الصادر من النجوم الرائدة التي يفترض أنها اشتعلت منذ أكثر من 13.5 مليار سنة“.
من جهته، صرح كبير علماء المشروع في وكالة ”ناسا“، والحائز على جائزة نوبل، جون ماثر بأنه: ”ستكون هذه النجوم مجرد بقع حمراء صغيرة، نعتقد أنه يجب أن تكون هناك نجوم، أو مجرات، أو ثقوب سوداء، ربما بدأت قبل 100 مليون سنة بعد الانفجار العظيم“.
وأضاف ماثر أن ”تلسكوب ويب يمكنه رؤية تلك النجوم. نحن محظوظون لأنه بهذا المعنى، سوف يرسم أصولنا“.
وينقل التقرير عن نائب عالم مشروع ناسا الدكتور أمبر ستراون قوله، إن ”أحد الأشياء المفضلة لدي حول علم الفلك بشكل عام هو أنه يصل حقا إلى أسئلتنا الكبيرة: من أين أتينا؟ كيف وصلنا إلى هنا؟ هل نحن وحدنا؟“.
وأشار ستراون إلى أن ”هذه الأسئلة هي أكثر من مجرد أسئلة علمية غامضة؛ هي الأسئلة التي تصل إلى جوهر معنى أن تكون إنسانا“.
لم يكن نقل تلسكوب ”ويب“ إلى الفضاء أمرا سهلا على الإطلاق، فقد واجه سنوات من التأخير والإنفاق الزائد بمليارات الدولارات، حتى إنه كانت هناك دعوات لإلغاء المشروع من أساسه، بحسب تقرير ”بي بي سي“.
وبين أن ”العلماء أصروا.. والآن، ها هو يمتطي الصاروخ أكبر تلسكوب فضائي وأكثرها تعقيدا وقوة على الإطلاق“.
وأضاف: ”تصل فتحة تلسكوب ويب إلى حجم ملعب التنس، ولذلك ليس سهلا نشرها في الفضاء، إذا حدث خطأ ما – وهناك أكثر من 300 نقطة يمكن أن تفشل فيها العملية – فستنتهي اللعبة.. لكن إذا نجح الإطلاق فستأتي المكافآت الأعلى“.
وذكرت ”بي بي سي“، أن ”تلسكوب ويب الفضائي سيكون حدثا مفصليا، إذ سيوفر مشهدا جديدا مذهلا لكل مرحلة من مراحل التاريخ الكوني، وسيساعد ذلك في الإجابة عن أكبر أسئلة البشرية: كيف بدأ الكون، وهل نحن وحدنا فيه؟ وإذا كان ويب قادرا على فعل ذلك، فستكون المغامرة قد آتت أكلها“.
رحلة ”ويب“ اليوم السبت، إلى المدار، تتضمن واحدا من أكثر الصواريخ التي يمكن المراهنة على نجاحها بنسبة تزيد عن 98٪، فقد كان آخر فشل تام لها في عام 2002.
بداية رحلته تستغرق شهرا، ثم ينتقل إلى محطة المراقبة المخطط لها على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، وفق المصدر ذاته
إضافة تعليق جديد